شريط الملتقى

نشاطات الملتقى

رئيس ملتقى الأديان والثقافات العلامة السيد علي فضل الله استقبل صباحي الّذي وصفه بأنّه أحد رموز الفكر المستنير
٢ تمّوز ٢٠١٦


فضل الله: المشروع وحدويّ يجمع العروبيين والإسلاميين في مواجهة الفتن

شدّد العلامة السيد علي فضل الله على أن ترتفع أصوات العاملين للوحدة في مواجهة الفتن في منطقتنا، داعياً إلى رفع الالتباس المفتعل بين العروبة والإسلام. وأشاد حمدين صباحي بالسيد علي فضل الله، معتبراً أنّه أحد رموز الفكر المستنير المرتبط بالمشروع الحضاريّ للأمّة.
استقبل سماحته وفداً من "تيار المؤتمر الشّعبيّ في مصر"، برئاسة المرشح السابق لرئاسة الجمهورية حمدين صباحي، حيث كانت جولة أفق في الواقع العربيّ والإسلاميّ الراهن، والأزمات الّتي تعترض سبل الوحدة في هذا الواقع، إضافةً إلى الدور المصري تجاه ما يصيب الأمة العربيّة والإسلاميّة.
وأعرب صباحي عن سعادته باللقاء "بعد فترة طويلة من الاجتماع الّذي تمَّ مع سماحة العلامة الراحل السيّد محمد حسين فضل الله؛ العالم الكبير الّذي كنا كعروبيين نشعر بأهميّته وقيمته الكبرى".
وأضاف: "نحن سعداء أيضاً باللقاء مع سماحة السيّد علي فضل الله، وأعتقد أنّ الوطن العربي وأمتنا العربية تعاني مشكلات وتحديات جمة، وتحتاج إلى وحدة حقيقيّة على أرضية المشتركات الأصيلة في هذه الأمّة، لمواجهة ما نعانيه من تفكّك وانقسام، بفعل تحويل الشعارات الدينية والمساجد إلى أدوات لتفتيت الأمّة، ما يخدم الكيان الصّهيونيّ، والوقوف ضد الجماعات التي ترتكب جرائم إرهابية بعيدة عن الدّين وقيمه وتعاليمه، ما يؤدي إلى استغلال ذلك لاتهام الإسلام والمسلمين بالإرهاب، فضلاً عن العمل للتخلّص من الفقر والتّبعيّة والاستبداد".
وأضاف: "كلّ هذا يملي على المسؤولين في هذه الأمة والحريصين عليها، أن يلتقوا ويتوحّدوا في رؤيتهم وأدائهم. من هنا، كان هذا اللقاء، ونحن في لبنان العربي المقاوم نلتقي اليوم أحد رموز الفكر المستنير المرتبط بالمشروع الحضاري للأمة العربية، الموصول بجسمه وعالمه الإسلامي، وقد تبادلنا الآراء ووجهات النظر، آملين أن تتواصل هذه اللقاءات".
من جهته، شدَّد العلامة السيّد علي فضل الله على أهميّة أن تعود مصر إلى دورها الطليعيّ والرياديّ في الأمّة، لأنّ مصر القوية هي قوّة لنا جميعاً، وخصوصاً أننا نعيش في مرحلة صناعة الفتن، وصناعة الأعداء من داخل الأمّة، وتناسي العدوّ الحقيقيّ المتمثّل بالاحتلال الصّهيونيّ.
ورأى سماحته أنّ الشّعب المصريّ أثبت من خلال ثورته واندفاعه أنه يحمل أصالة هذه الأمة، لافتاً إلى أنّ المطلوب هو استكمال العمل للوحدة والنهضة في مصر بكلّ فئاتها وأطيافها، في مواجهة العدوّ وكلّ المتربّصين شراً بها وبالبلدان العربيّة والإسلاميّة.
ودعا العاملين للوحدة، سواء على المستوى العروبي أو الإسلامي، إلى رفع أصواتهم في مواجهة دعاة الفتنة الذين يملأون بصخبهم وفوضاهم المشهد، ويعملون على تخويف الناس لإثارة الهواجس وصناعة التمزيق.. مشيراً إلى أنّ هؤلاء هم الفئة الطارئة، وليسوا الفئة الأصيلة فينا..
وأكّد سماحته ضرورة ترسيخ قيم الوحدة والحرية والاستقلال في بلادنا، وتأسيس بيئة فاعلة حاضنة لهذه القيم الّتي نريدها أن تتصدَّر المشهد على حساب كلّ ما يثير فينا عناصر الهزيمة والإحباط.
ورأى أنّ المطلوب هو تصحيح المسار في كل ما يُثار من محاولات تهدف إلى إحداث تناقض بين العروبة والإسلام، مشيراً إلى العلاقة المتينة بين الإسلام والعروبة، وإلى ضرورة رفض كل شيء مفتعل بينهما، مشدّداً على أن يكون للشباب الواعي دوره في تمتين هذه العلاقة، وفي العمل لمشروع جامع يضمّ العروبيين والإسلاميّين والوطنيّين وكلّ الحريصين على وحدة الأمّة وقضاياها الكبرى...