شريط الملتقى

أخبار

إفتتاح مسجد الأمير شكيب ارسلان في المختارة
١٩ أيلول ٢٠١٦

شهدت المختارة يوما وطنيا واسلاميا جامعا، أقامه رئيس «اللقاء الديموقراطي» النائب وليد جنبلاط، بمناسبة افتتاح مسجد الامير شكيب ارسلان، تزامنا مع الذكرى الثالثة لغياب الاميرة مي ارسلان جنبلاط والدة النائب جنبلاط وكريمة «امير البيان»، وذلك برعاية مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان وحضوره.

وبينما رأى جنبلاط أن «بناء المسجد إنما يؤكد الإنتماء الإسلامي للموحدين الدروز، وأن الإسلام هو اعتدال وتسامح وتعايش، ومحطة جديدة على طريق الوحدة الإسلامية والوحدة الوطنية، التي تقع علينا جميعا مسؤولية حمايتها»، توقف دريان عند «اكتشاف التخطيط لمحاولة اغتيال جنبلاط»، فتوجه إليه بالقول: «وليد بيك...سلامتك من سلامة الوطن، ومحاولة اغتيالك، عمل إجرامي صرف، يراد به النيل من وحدة اللبنانيين وسلمهم الأهلي، وزعزعة الاستقرار والأمان في لبنان، ويأتي ضمن المؤامرة التي تحاك ضد لبنان وشعبه»، مشددا على أن «الوقوف معا، وإلى خطورة الصورة القاتمة، التي تبدو في الأفق في وطننا لبنان».
وكان دريان قد وصل ظهرا على رأس وفد كبير ضم: مفتي المناطق وقضاة الشرع وعلماء ومدراء المرافق في مؤسسات دار الفتوى، وسط استقبال حاشد اقيم امام باحة المسجد على الطريق الرئيسي، حيث رفعت اللافتات المرحبة بحضوره، ليستقبله عند المدخل جنبلاط يحيط به نجلاه تيمور واصلان وخالته الاميرة ناظمة ارسلان والنائب طلال ارسلان ورجال دين وأعضاء المجلسين البلدي والاختياري وابناء بلدة المختارة، وصولا الى مكان الاحتفال.
ثم القى جنبلاط كلمة، فقال: «ثلاث سنوات مرت على رحيل صاحبة الدار، دار المختارة، الذي عادت إليه بعد استشهاد المعلم كمال جنبلاط سنة 1977، فكانت الحارس المؤتمن على التاريخ والتراث والمصير»، مضيفا «آمنت بحرية الشعوب، رافضة الاستعمار بأي شكل. كما آمنت بتحريرِ المرأة من القيود الإجتماعية والفكرية التي تكبلها، ورفضت سجنها في إطار من الموروثات القديمة التي تعيق قدرتها على تأدية دورها في المجتمع بعيدا عن التقوقع والإنغلاق».
وأكد أن «التطورات التي شهدها ويشهدها العالم، من خلال تخطي الإرهاب لحدود الدول والقارات تجعل من مسألة تجديد الفهم الديني للوقائع المتسارعة مسألة حتمية لا تحتمل النقاش والتأويل. وهذه مسؤولية جماعية سيولد تأخيرها مفاعيل سلبية على كل المستويات»، معتبرا أن «بناء هذا المسجد في الجبل، ، في المختارة إنما يؤكد الإنتماء الإسلامي للموحدين الدروز»، متوجها إلى دريان بالقول: «لذلك أقدر عاليا رعايتكم واحتضانكم لهذا الحدث، أتت للتأكيد أن الإسلام هو اعتدال وتسامح وتعايش».
بعدها، تحدث دريان، فقال: «كم نفتقد الأمير شكيب اليوم، رحمه الله، في فكره ونهجه وإخلاصه. لقد حمل لواء الإسلام في الغرب، الذي يشوه صورته اليوم متطرفون، وحمل لواء الحرية والسيادة الوطنية في الشرق، الذي يعاني اليوم خطر الاستبداد والتشرذم والتفتيت. كما حمل لواء العروبة هوية قومية، وهي الهوية الجامعة التي تحاول سيوف الإرهابيين اليوم نحرها أو إحراقها في قفص من الجهل والعصبية».
أضاف: «سنبقى معا يا وليد كما كنا دائما، لأن وطننا واحد، ولأن انتماءنا واحد، ولأن أمتنا واحدة، وقبل ذلك وبعده، لأن حريتنا واحدة، والحرية نسب بين أهلها. من هنا، ننبه إلى خطورة الصورة القاتمة التي تبدو في الأفق في وطننا لبنان. فلغة الحوار معلقة، والمجلس النيابي معطل، والحكومة مشلولة، وجلسات انتخاب رئيس للجمهورية، من تأجيل إلى تأجيل، ورغم كل هذه السوداوية، لن نتخلى عن إيماننا بالله القادر على تغيير مسار الأمور، وان الظلام بلا جدال سينبلج عنه صبح منير، وان العسر يعقبه اليسر، وان الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم. من منبر المختارة، نعول على حكمة القيادات السياسية، ومساعي المخلصين، ودعاء رؤساء الطوائف اللبنانية، أن تنفرج أزمتنا السياسية، بانتخاب رئيس للجمهورية، فالتأخير بعد اليوم انتحار. أما الحوار الوطني المعلق، فنأمل من القادة السياسيين التفاهم لتنطلق عجلته من جديد، لأن هذا مطلب اللبنانيين جميعا. وحكومتنا ينبغي أن تبقى صامدة صابرة، وأن تعمل جاهدة لاستئناف جلساتها بحضور جميع وزرائها رأفة بلبنان واللبنانيين».
وختم دريان: «نأمل في أن تتعزز وحدة المسلمين ووحدة اللبنانيين، ليكون لبنان، نموذجا يحتذى في العيش الأخوي والوطني المشترك، وليكون قدوة صالحة، تبدد غيوم التفرقة والعصبية التي تخيم فوق ربوع بعض أقطارنا العربية الشقيقة. رحم الله الأمير شكيب أرسلان، على كل ما أعطى وقدم؛ وأجزى الله وليد جنبلاط كل خير لبناء هذا المسجد، الذي يحمل اسم أحد كبار رواد النهضة الإسلامية والقومية، التزاما منه بمواصلة المسيرة الجنبلاطية الأرسلانية».
وأقام جنبلاط غداء على شرف دريان.