شريط الملتقى

ندوات

ندوة لملتقى الأديان والثقافات جمعت الأحزاب في ندوة الحرب الأهلية اللبنانية:رفض العودة للحرب ودعوات لمؤتمر وطني جامع
١٣ نيسان ٢٠١٥

 

نظم ملتقى حوار الأديان والثقافات للتنمية والحوار ندوة حوارية بعنوان "الحرب الأهلية 1975.. دروس وعبر"، في قرية الساحة - طريق المطار، في حضور شخصيات دينية وحزبية ودبلوماسية وثقافية ومن مختلف الأحزاب والتيارات والطوائف.

الكتائب
قدم للندوة أكرم طليس، ثم تحدث رفيق غانم عن حزب الكتائب، مشيرا إلى "أن السلاح كان خيارا خاطئا أدى إلى تدمير الدولة. وتساءل: "هل أدرك المسلمون آنذاك هواجس المسيحية وتفهموها؟ ولو أدرك المسيحيون هواجس المسلمين وتفهموها أما كان باستطاعتنا تجاوز ما حصل؟". ورأى "ان الخطأ يقع دائما من خلال عدم الانفتاح على الآخر"، داعيا إلى "البحث عن المؤسسات الجامعة".

وقال غانم: "إننا نؤمن بالثورة إذا كانت ثورة جميع اللبنانيين، في الدفاع عن الأرض اللبنانية"، رافضا "أي تسلط من فئة لبنانية في وجه فئة لبنانية أخرى"، ومؤكدا "حرمة أن تسقط نقطة دم واحدة من لبناني ضد لبناني آخر".

اضاف: "في 13 نيسان 1975 ضاعت المقاييس فكانت الفاجعة الكبرى وهو يوم أسود في تاريخ لبنان، من هنا علينا أن نتوقف متأملين أمام ما حدث لنأخذ العبر ونرفض الخراب والدمار".
وأكد "أن المسيحية الحقيقية والإسلام الحقيقي هو الاعتراف بالآخر، وأن أؤمن أنا المسيحي بأن الإسلام ركن أساسي من بنياني الحضاري، وأن يؤمن المسلم بأن المسيحية ركن أساسي من بنياننا الحضاري.. الأهم أن تتقارب قلوبنا وعقولنا".

وقال: "علمتنا الحرب أن الحرب الأهلية هي عار علينا جميعا. وعلمتنا الأحداث أنه لا يلدغ المؤمن من جحر مرتين، ممنوع أن تكرر الحرب. وأن الحوار يبني وسلاح الحرب يدمر. علمتنا الحرب أن وجود المسيحيين في الشرق هو واجب على المسلمين. ووجود المسيحيين في لبنان ملتصق بديمومة لبنان ووجوده، ولا قيمة للبنان بدون مسيحية كما لا قيمة له بدون مسلميه".

ورأى "أننا اليوم نعيش القلق نفسه الذي عشناه في الحرب، في السموم المذهبية والسيارات المفخخة، في الجنوب إسرائيل، وفي الشرق عصابات مسلحة. وفي الداخل خلايا نائمة، ولبنان معلق في حالة انتظارية وينتظر من يشعل الشرارة".

وختم داعيا كل الأحزاب الى "تأجيل المشاريع الخاصة والعمل لمؤتمر حوار وطني يهدف لإنقاذ الوطن ولقيام دولة مدنية وخلق واقع إنساني جديد".

الشيوعي
ثم كانت كلمة مسؤول العلاقات السياسية في الحزب الشيوعي اللبناني علي غريب الذي أكد "أننا في بلد لم يعرف يوما استقلالا حقيقيا. تاريخه إما حروب أهلية أو وصايات خارجية. نظام يملك قوة ممانعة استثنائية في مواجهة قوى التغيير، وقدرة نادرة على التجدد يعتمد على طائفية تخترق جميع مناحي الحياة. وقد بقيت الدولة الحقيقية عصية على الولادة وبقيت دولة المزرعة. ونحن كشعب محاصرون في معتقلات مذهبية فكرية ونظن أنفسنا أحرارا وهذا أسوأ أنواع العبودية".

أضاف: "جيل اليوم يطل على نفس مشهد الحرب الذي عايشه جيل الحرب، والأدهى في الحرب كلها أن الطبقة السياسية الحاكمة تخرج دائما بشعار لا غالب ولا مغلوب. والدرس الآخر أن الحروب لا تنتهي إلا بتدخل خارجي، لأنها لا تبدأ إلا بخيار خارجي".

ورأى "أن الدولة في حالة انحلال كامل، ارتهان كامل للخارج، كل طائفة لها علاقاتها الخاصة بالخارج. المصانع أقفلت، شبابنا على أبواب السفارات، أهالي المخطوفين المفقودين في مأزق لا أحد يجيبهم عن مصير أبنائهم".

الاشتراكي
ثم كانت كلمة ناصر زيدان باسم الحزب التقدمي الاشتراكي، فأكد "أن علينا أن نعمل لكي نهدىء جنوح الشباب نحو الفوضى والاقتتال. هناك غريزة عند اللبنانيين أن جميعهم معرضون للحرب فعليهم أن يكونوا جاهزين لها، وعلينا أن نزيل هذه الغشاوة بخلق حالة من الاطمئنان الوطني وهذا ما ليس موجودا إلى الآن، ودائما كان القتال بدافع الانتقام أو بدافع الخوف من الآخر ومن المصير والمستقبل. يجب أن نلغي من أذهان اللبنانيين أن لا شريحة لبنانية تهدد أخرى، وأن المذاهب لا تهدد بعضها بعضا كما يجب أن نلغي من عقول اللبنانيين فكرة الانتقام، لأن الانتقام لا يؤسس لقيام دولة".

وأكد "أنه يجب تقديم المصلحة الوطنية على كل المصالح الأخرى"، مشددا على "أن لبنان لا يستطيع الاستمرار في حالة اللاحرب واللاسلم، هذا السير على حافة الهوية قد يهدد التركيبة الوطنية كلها في لحظة انفعال ما". وأشار إلى "أن وسائل التواصل تتطور، أما العلاقات الأفقية بين اللبنانيين وكذلك المشتركات فتتراجع، حيث تتغلب ثقافة الأحياء وثقافة المذاهب على ثقافة المشتركات.. ولا بد من العمل لتخفيف من تأثير الارتدادات الدولية والإقليمية على ساحتنا اللبنانية".

المستقبل
ثم تحدث الدكتور أكرم سكرية باسم تيار المستقبل، داعيا إلى "تطوير النظام اللبناني وفق الطائف بالتناغم مع ما يجري من حول لبنان".

ورأى "أن الهوية اللبنانية تبنى بالانتماء الوطني والانتماء المواطني من خلال تأمين حقوق اللبنانيين جميعا ومن دون ذلك عبثا يحاول البناؤون"، وأشار إلى "أن الفكر العربي الشوفيني سقط إلى غير رجعة، وأن اللبنانيين سيعملون لإطلاق دينامية التوحد الجماعي على قاعدة احترام حقوق الجميع. هذا ما حدث في تونس وهذا ما سيحصل في مصر بعد الانتخابات، وهذا هو مستقبل العراق وسوريا، وهذا يسقط مقولة أن إسرائيل هي الدولة الديمقراطية الوحيدة في المنطقة".

حزب الله
وتحدث غالب أبو زينب باسم "حزب الله"، فقال: "من موقع "من هو خارج الحرب" إلى مشاهد الحرب الأولى والتهجير الذي لازمها جعلتنا نعي خطورة المشكلة، والتي بدأت تتوضح بين تهجير وتهجير وبين مأساة ومأساة.. وعلى هذا المنوال صغنا الوعي في منطقة الشياح".

واضاف: "عندما توقفت الحرب وبدأ تطبيق الطائف، بدا أن جميع الذين سقطوا في هذه الحرب هم ضحايا أو جزء من وقود هذه الحرب"، مشيرا الى "ان هذه المرحلة انتهت وبدأنا في حرب باردة، ولكن لم يتعلم الجميع من هذه الحرب، بل هناك بعض الرؤوس الحامية التي لا تزال تحلم بالعودة لتلك اللحظة الآثمة. ولهؤلاء أقول الأمور تغيرت كثيرا في الواقع الاستراتيجي والجغرافيا السياسية، وقد استطاعت المقاومة من خلال تضحياتها منذ 1948 إلى الآن أن تخرج العامل الإسرائيلي من أن يكون فاعلا إلى مكان يصبح فيه من الصعوبة بمكان عودة الحرب الداخلية، خروج إسرائيل من اللعبة أخرج المسألة بنسبة كبيرة من أن تعود الحرب الأهلية. وهذا يجعلنا نحث الخطى للسير إلى الأمام".

ودعا إلى "ان نأخذ العبرة من الحرب حتى نعرف كيف يمكن أن نحافظ على الدولة في ظل ما نراه في المنطقة من مناخات تكفيرية". وقال: "نحن مدعوون جميعا للتحلق حول الدولة"، محذرا من أن "عدم ذلك يعني الوصول إلى الدولة الفاشلة. ومن مسؤوليتنا جميعا أن نضغط بهذا الاتجاه لكي نؤمن الموضوع الاقتصادي الاجتماعي"، مؤكدا "ضرورة التركيز على مسألة الأمن وحفظ أمن البلد، مشيدا بدور المقاومة والجيش اللبناني"، معتبرا "أن الالتزام بذلك يقودنا إلى تأمين المعبر لكي لا نعود إلى الحرب".

ملتقى الاديان
وألقى الشيخ حسين شحادي كلمة ختامية، باسم ملتقى الأديان والثقافات، شاكرا المحاضرين على جرأتهم، مؤكدا أن الملتقى "سيسعى بالتعاون مع الجميع لتعزيز ثقافة السلم الأهلي في مواجهة ثقافة الحرب وخطاب العصبية والانفعال".

ثم كانت مداولات وأسئلة وأجوبة بين الحضور والمشاركين في الندوة