شريط الملتقى

أخبار

ممثلو الطوائف في جبيل وقعوا ميثاق الاخوة والوحدة
١ كانون الثّاني ٢٠١٦

نظمت "الجمعية المسيحية للشابات" - فرع جبيل بالتعاون مع مؤسسة "اديان" والمجلس البلدي لمدينة جبيل ومؤسسة السلام، احتفالا وطنيا بعنوان "العيش المشترك خيار ومسؤولية"، في قاعة الاحتفالات في مجمع "اده ساندس" حيث وقع "ميثاق الاخوة والوحدة" لممثلي الطوائف الروحية، شارك فيه راعي ابرشية جبيل المارونية المطران ميشال عون، امام مدينة جبيل الشيخ غسان اللقيس، مفتي بلاد جبيل الجعفري الشيخ عبدالامير شمس الدين، رئيس حزب السلام اللبناني المحامي روجيه اده، رئيس بلدية جبيل زياد حواط، رئيس جمعية "أديان" الاب فادي ضو ورئيسة الجمعية غيتا جرمانوس.


حضرت الاحتفال النائبة السابقة نهاد سعيد، عقيلة وزير الداخلية ليندا شربل، قائمقام جبيل نجوى سويدان فرح، رئيس المحكمة الجعفرية في جبيل الشيخ يوسف عمرو، عميد حزب الكتلة الوطنية كارلوس اده، وعدد من رؤساء البلديات وحشد من الشخصيات.

بداية النشيد الوطني ثم كلمة عريف الاحتفال الاعلامي ماجد بو هدير، ثم ألقى الرئيس الفخري للجمعية المحامي روجيه اده كلمة اكد فيها ان "لبنان كان وسيبقى مثالا للعيش المشترك"، وقال: "السياسة هي مشكلة اللبنانيين وليس الطائفية والاديان، والعيش المشترك هو واقعهم والسياسة هي التي تفرق بينهم وان اكثر ما نخشاه في هذا البلد مشاريع زرع الفتنة للتفريق في ما بيننا ولجعل حياتنا المشتركة التي عشناها وسنبقى نعيشها سوية، حياة تجعل من لبناننا مرة اخرى ساحة لتصدير الحروب وللعب بمصير الشعوب، والعاصفة التي تعصف في المنطقة تدق ابوابنا فبقدر ما نغلب ثقافة السلام والمحبة، وبقدر ما نقوى على مشارعنا وعصابياتنا والخطابات السياسية التي من شأنها ان تثير هذه العصابيات بقدر ما نوفر على لبنان من ان يحترق ويتفجر مع ما يحترق ويفجر في محيطه".

جرمانوس

ثم القت جرمانوس كلمة اشارت فيها الى ان "هدف الجمعية هو التنمية والخدمة الاجتماعية والتوعية"، وقالت: "إيماننا واحد وكلنا نعمل كرسل الله ، كفانا اقتتالا وتشرذما علينا ان نكون قادرين ان نرتقي فوق شكليات الدين والمذهب والعرق واللون ونلتقي بانسانيتنا فان خلت قلوبنا من الله نتقاتل حينئذ على كل شيء باسم الله فتعالوا نتواصل كلنا في درب الرسالة والعمل في منطقتنا وقرانا على تعزيز العيش المشترك بمسؤولية ونبذ كل بذور الطائفية والمذهبية".

حواط


بعد ذلك القى حواط كلمة اكد فيها ان "العيش المشترك هو خيار وقدر ومسؤولية في آن ، انه العبور الى مستقبل ينقذ الوطن"، وقال: "يأتي هذا الاحتفال في زمانه المناسب ليؤكد من جديد على مدى وضرورة التزام اللبنانيين بالثوابت بين كافة الطوائف ، ليس بثوابت العيش المشترك فحسب بل بما يتجاوزه ويثبته الى حياة مشتركة تحتضن القيم الروحية والاخلاقية والمعاني الفلسفية وتطلعاتنا المجتمعية ، لتخرج هكذا كل طائفة من القوقعة والخصوصية لتلتقي في انصهار وطني حقيقي شركاء واخوة من اجل انقاذ هذا الشعب وبناء لبنان جديد في اطار دولة راقية ، علمانية ، تعددية وديمقراطية تجسد طموح شبابنا الذين اثقلهم ارث الطائفية والتطرف ودفعهم مرغمين الى الانكفاء عن دورهم الريادي وباتوا يبحثون عنه في اطار مجتمعات اخرى اكثر تطورا وتفاعلا، ان هذا الواقع اذا ما تفاقم يفقدنا اكثر فاكثر خيرة شبابنا".

اضاف: "نداؤنا، وصرختنا المدوية ، من جبيل بيبلوس ، ومن وحي تاريخ وحضارة هذه المدينة العريقة، نعلن ان عيشنا المشترك هو خيار وقدر ومسؤولية في آن ، انه العبور الى مستقبل ينقذ الوطن".

وختم: "ان لبلاد جبيل كلمة تقولها وستقولها، وعملا ترعاه وسترعاه، وهي ستتابع مسيرتها كما انطلقت الابجدية من شواطئها ، سوف تنطلق مجددا لاستعادة دورها التاريخي في خدمة الانسان والحضارة ، فتكون لها كلمة وازنة لا بل الكلمة الوازنة في مصير لبنان واللبنانيين".

ضو

ثم ألقى ضو كلمة ذكر فيها بما قاله قداسة البابا الراحل الطوباوي يوحنا بولس الثاني والبابا المستقيل بنديكتوس السادس عشر عن دور لبنان كنموذج للعالم في العيش معا بين المسلمين والمسيحيين وبانه وطن الرسالة في الحرية والتعددية للشرق وللغرب وبما دعا اليه ايضا رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان من على منبر الامم المتحدة الى اعتماد لبنان مركزا عالميا للحوار بين الاديان والحضارات".

واشار الى ان "العيش المشترك المسيحي الاسلامي له جذور عميقة ومتينة في ارض لبنان وثقافته الوطنية وخبرة مدينة جبيل وقرى القضاء خير دليل على هذا الواقع"، لافتا الى "ما يشوب مجتمعنا اليوم من تحديات علينا مواجهتها معا بعزم ومصداقية ومن ابرز هذه المخاطر الغلو والتطرف في التدين الخوف وتراجع الثقة بين ابناء الطوائف والمذاهب المختلفة وتراجع مساحات الاختلاط الحقيقي بين المواطنين".

ودعا "للعمل على اعادة القيم الى الحياة السياسية وبنائها على اساساتها ومواجهة الخطاب الديني المتطرف والرافض للاخر واعادة اللحمة والتماسك الى شبكة العلاقات الوطنية المتحررة من الخوف والذهنيات الطائفية وذلك من اجل مواجهة المخاطر".

اللقيس

ثم القى اللقيس كلمة اكد فيها ان "العيش المشترك هو المنقذ الاوحد للبنان"، وسأل: "هل العيش المشترك هو حالة يمكن الاستغناء عنها ام هو مصير لا يمكن الاستمرار بدونه؟ هل هو وسيلة كي تقوي كل طائفة وجودها حتى اذا ما سمحت لها الفرصة انقضت على مثيلاتها ام هو ضمانة لبقاء لبنان قويا شامخا عالي الجبين؟ اكثر من ذلك اقول هل العيش المشترك اكذوبة يستقوي بها الضعفاء ويبطش بها الاقوياء ام هو واقع وحقيقة ومصير ونظام حياة يجمع اللبنانيين ويساوي بينهم ليصبحوا من خلاله كحزمة عيدان يعجز العدو عن لي واحد منها او كسره".

وقال: "بين هجرة تطال لبنان بالصميم تأخذ منه خبرة شبابه وبين قانون انتخابي عجز الاطباء الفلاسفة عن تظهيره واعتماده. بين حرب على حدود قد يلتهم نارها حشيش ربيعنا وبين عدو يعد العدة ليلتقم نفط بلادنا الذي به نروي عطش ميزانية دولتنا. بين فقر وبؤس يدق ناقوسه حي على التعتير ، بين هؤلاء جميعا نرى ان العيش المشترك هو الدستور الامثل والنظام الافضل والمنقذ الاوحد للبنان وانه المخرج القديم الحيدث الذي يفوت الفرصة على الاعداء في الخارج والداخل وعلى كل فتنة يمكن ان تطال بلدنا الحبيب. لقد الف الاجداد حياة الكفاف في لبنان وتعايشوا مع طبيعته ومع وديانه وصخوره ومع اعالي قممه اليس باستطاعتنا اليوم ونحن احفاد الامس ان نعيش مع بعضنا ويضع اللبناني حدا للتباعد وللتباغض وللفرقة التي تعترض حياته بين الفينة والفينة؟"

وتابع: "آن الاوان ان نوحد نحن ابناء هذا الوطن الاهداف والمشاعر وان نجعل من لبنان بلدا للجميع يتساوى فيه الجميع ولا يتعالى فيه بعض على بعض. انه القدر الذي جمعنا الله فيه وما جمعه الله لا يفرقه انسان. جبيل التي احببناها جميعا عاش فيها الاجداد ثم الاباء كل كان متمسكا بمبادئه ودينه والكل كان راضيا بما قسمه الله له فيه. ها نحن اليوم نجسد عيشهم وما تآلفوا عليه ، ها نحن اليوم نجتمع لنجدد العهد على ان العيش المشترك هو منهاجنا ولنقول للعالم باسره بان احدا لن يفرقنا عن بعض وان احدا لن يبعدنا عن بعض. وبان احدا لا يستطيع ان يهزمنا وباننا اقوياء بمحبتنا لبعضنا البعض وبسواعدنا التي يقوي بعضها البعض".

وختم: "نحن مدعوون ككل للاخذ بكل ما يجمعنا ويقوي عيشنا من عادات وتقاليد تقربنا ولا تباعد بيننا كهذه التي نحن فيها او غيرها وفق احترام نابع من قناعة ان الاوطان غالية وما تحبه لنفسك ينبغي ان تقدمه هدية لاخيك ايا كان معتقده الذي هو اخ لك في المواطنة والانسانية".

شمس الدين

وكانت كلمة لشمس الدين لفت فيها الى "أهمية التعاون لما فيه خير لبنان بالشركة الفاعلة والايجابية لاستمرار لبنان وطنا حاضنا لكافة عائلاته الروحية"، وقال: "بما ان احتفالنا الوطني هذا يحمل عنوان "العيش المشترك: خيار ومسؤولية " فانني ارى بان خير ما يعبر عن هذا العنوان هو كلام صادر عن رائد العيش المشترك والوحدة الوطنية، رئيس المجلس الاسلامي الشيعي الاعلى الامام الراحل الشيخ محمد مهدي شمس الدين حيث يقول: ومن الامور التي نركز عليها موضوع العيش المشترك وهذه المقولة هي الاساس في تكوين الشعب اللبناني وتكوين لبنان باعتباره وطنا لجميع بنيه ومن دون هذا العيش المشترك لا يمكن ان يوجد لبنان، هذه حقيقة راسخة لا يمكن ان يستمر لبنان من خلال مشروع خاص للمسلمين كل المسلمين او اي طائفة من طوائفهم كما انه لا يمكن ان يوجد لبنان من خلال مشروع للمسيحيين كل المسيحيين او اي طائفة منهم".

أضاف: "حكاية المجتمع المسيحي او امن المجتمع المسيحي حكاية باطلة كما لو كانت مقولة مجتمع اسلامي او امن مجتمع اسلامي وخصوصية مجتمع اسلامي – لبنان يتكون من هاتين المجموعتين الكبيرتين ، ونحن لا ننظر الى لبنان كمجموعة اقليات ، لبنان يتكون من مجتمع سياسيواحد ومن مجتمع اهلي متنوع ، المجتمع الاهلي فيه مسيحيون وفيه مسلمون ، المجتمع السياسي بعيد بعض الشيء او اننا نعمل على ان يكون هذا المجتمع بعيدا عن كونه مسلما او مسيحيا بالمعنى السياسي ، فاللبناني ينتمي الى دينه بالمعنى الاهلي الانساني ، لكن بالمعنى التنظيمي السياسي هناك مجتمع سياسي ينتج دولة ومؤسسات وهذا يكون مجتمعا واحدا، فالتنوع هو تنوع ديني وليس تنوعا سياسيا، ونحن نصر على الا يؤثر التنوع الديني في الانتماء السياسي ، ونركز على ان يكون الانتماء السياسي انتماء مجردا ، وهذا المفهوم انما يتوقف على العيش المشترك وعلى ان يكون الحوار الاسلامي المسيحي حوارا مفتوحا ودائما ويوميا ، فلا ينحصر في اطار كنيسة او مسجد او كاهن او شيخ او مجموعة من هنا ومجموعة من هناك يتحاورون في قاعة مغلقة، لان الحوار الاسلامي المسيحي يعتبر حوار بمعنى ان تكون العملية الحوارية منطلقة من حياة الناس اليومية بحيث يالفون بعضهم بعضا ويقبلون بعضهم بعضا كما هم ومن دون اية شروط".


وتابع: "لا يخفى علينا ان بعض الممارسات من بعض المسيحيين او من بعض المسلمين ، وبعض صيغ الخطاب السياسي او التعبوي من بعض المسيحيين الموجه الى فريق من المسلمين او من المسيحيين او المسلمين بين وقت وآخر ، لا يخفى بانها تشكل انتهاكا لمقولة العيش المشترك التي نتحدث عنها ونعمل على ترسيخها ، غير انه وبحمد الله ثمة وعي عميق ومستنير انضجته التجربة ، واعني بها تجربة المحنة عند عامة اللبنانيين يجعل المجتمع في حصانة من هذه الممارسات ومن هذه المواقف السياسية الشاذة ، لهذه الفئة او تلك الفئة نأمل ان يؤدي هذا الوعي الى ان يقلعوا عن مثل هذه الممارسات وهذه المواقف. من هنا اوصي الشيعة بان لا ينظروا الى انفسهم كفئة متميزة عن سائر شركائهم في الامة وبالتالي يجب ان يندمجوا اندماجا كاملا في محيطهم الوطني والقومي والقومي والاسلامي من خلال الانخراط في ارقى درجات الالتزام الاخلاقي بقضايا الوطن والمواطنين والالتزام بحفظ النظام واطاعة القوانين بشكل يكونون فيه نموذجا لوطنهم وصورة له ، كما انهاهم بقوة عن ان يجعلوا لانفسهم اي تمايز الا بالالتزام بالقانون والمحافظة على الوحدة والسلم الاهلي في اي وطن كانوا".

وختم: "ان التطرف مهما تنوعت مبرراته يشكل عائقا امام حل اية مشكلة ، ولا بد ان يكون اللبنانيون قد عرفوا ان السلم الاهلي والوحدة الوطنية هما من اقدس المقدسات الوطنية ، ان السيادة والاستقلال في لبنان متلازمان تلازما كاملا مع السلم الاهلي والوحدة الوطنية، وقد اختبر اللبنانيون في تجربة الحرب – الفتنة ان اي انكسار في الوحدة بين المسلمين والمسيحيين يجر انكسارات متتالية داخل كل طائفة ومذهب قد يؤدي الى تفتيت لا نهاية له. لذلك فان امن اي طائفة او مذهب ، وحماية مصالحهما يبدأ من حماية الوحدة الوطنية وتدعيمها وليس من نقضها او اضعافها ، ولا امن لاي جماعة طائفية خارج امن الوطن واستقراره ووحدته".

عون

بدوره ألقى عون كلمة اشار فيها الى ان "بلاد جبيل عرفت منذ اندلاع الحرب اللبنانية عام 1975 ان تحافظ على مبدأ العيش المشترك والعيش معا بفضل العقلاء من ابنائها المسيحيين والمسلمين ووعيهم لاهمية ان يكون لبنان وطنا نهائيا لجميع ابنائه ، فسعوا الى المحافظة على حوار حقيقي يرتكز على الاحترام المتبادل والعمل معا على حفظ العدالة الاجتماعية والقيم الاخلاقية والسلام".

وقال: "ولاننا نعيش اليوم واقعا سياسيا يغلي على مستوى بلدان الشرق الاوسط وفي حالة تتفاقم فيها النعرات الطائفية التي بدأت تتحول الى حروب حقيقية مدمرة تحت شعار الربيع العربي ، ولان هذا الغليان بدأنا نشعر بوطأته الكبيرة على الساحة اللبنانية وبالخطر المحدق بنا من انعكاسات ما يجري في سوريا وبسبب اصوات متطرفة تتعالى من هنا وهناك بالرغم من سياسة النأي بالنفس التي اتفق عليها سابقا اركان الدولة اللبنانية برعاية فخامة رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان ، باركنا وشجعنا هذا اللقاء الوطني الجبيلي الجامع لمكونات مجتمعنا الديني والاهلي والسياسي لنؤكد ان صوت الاعتدال وارادة العيش معا يجب ان ينتصرا على اصوات التطرف وشحن النفوس".

أضاف: "في ذلك نحن نتلاقى مع ما قاله السعيد الذكرالطوباوي البابا يوحنا بولس الثاني في الارشاد الرسولي " رجاء جديد للبنان " عندما ذكر المسلمين والمسيحيين بانهم عاشوا طوال قرون مديدة جنبا الى جنب ، حينا في سلم وتعاون وحينا في صراع ونزاع ،وبانهم مدعوون الى ان يجدوا في الحوار المسؤول سبيلا لا بد منه للعيش المشترك ، وبناء المجتمع اللبناني ، بروح التجرد من اجل الصالح العام ، لا المصالح الفردية ، ولمسقبل افضل محافظين على القيم الاخلاقية والعدالة الاجتماعية والسلام والحرية ودفاعهم عن الحياة والعيلة والعمل على رفع شأنها".

وختم: "نحن اذا نفرح بهذا اللقاء الذي يزيدنا قناعة واصرارا على تحقيق دور لبنان بان يكون رسالة لكل العالم وجوابا على كل تطرف بان ارادة الله تكمن في ان نعيش معا ونشهد معا للقيم المشتركة التي تكون مجتمعنا الواحد. ونجدد الشكر للجمعية المسيحية للشابات ولمؤسسة اديان على هذه المبادرة الجميلة التي جمعتنا مسلمين ومسيحيين لنؤكد لابنائنا في جبيل ومنطقتها وللبنانيين كافة ارادتنا برفض كل تطرف والعمل الدائم والسعي الى توطيد العيش المشترك لما فيه خير الجماعة والافراد".

ميثاق الأخوة

بعد ذلك وقع عون واللقيس وشمس الدين ميثاق الاخوة والوحدة لممثلي الطوائف الروحية بعنوان "عهد وميثاق" جاء فيه: "نحن المرجعيات الروحية في بلاد جبيل وبمشاركة حشد من فاعليات المنطقة وابنائها، نجدد اليوم تأكيدنا ان العيش المشترك هو خيارنا الثابت، نلتزمه فرحا وامانة. ونؤكد على وعينا لمسؤوليتنا التاريخية للمحافظة على بعضنا البعض ، امام الله والتاريخ ، فالله ، وفق القرآن الكريم ، استودع الانسان الامانة في السهر على الخليقة ورعايتها ( سورة الاحزاب ، 72) وشبه السيد المسيح الانسان بالوكيل الامين الذي سلمه سيده اي الله ملكه واهل بيته ليعتني بهم ( انجيل القديس متى 24-25).

لذلك نجدد اليوم سوية، مسيحيين ومسلميين، تمسكنا بدعوة العيش معا وحملنا هذه المسؤولية بصدق وامانة ، بمعونة الله. معتبرينها اولوية توجه قناعاتنا ومواقفنا وخطاباتنا الشخصية والجماعية. كما نرفض المواقف المذهبية والطائفية والفئوية التي قد تشكل تهديدا للآخرين او تزعزع امانهم واستقرارهم. ونتعاهد على ان نكون مصدر ثقة وأمان للآخرين، وان نساهم في توطيد كل ما يعزز الامن والعدل والسلام والوحدة في مجتمعنا، تحقيقا لمسؤوليتنا الروحية والوطنية".

وفي الختام عرض فيلم وثائقي عن عمل مؤسسة "أديان" في مجال التربية على العيش المشترك وتعزيز التضامن، وقدمت جوقة الفيحاء بقيادة المايسترو بركاف تسلاكيان اناشيد وطنية وروحية.